ولد محمد إدريس بن عبد الرؤوف بن جعفر المربوي الأزهري بولاية المسفلة مكة المكرمة في الثامن عشر من ذي القعدة سنة ١٣١٣ ه‍ الموافق للثاني عشر من مايو سنة ١٨٩٦ م. ويعود المربوي وأسرته إلى أصله لوبوق مربو بماليزيا سنة ١٩٩٠ م. عند ما كان المربوي في ماليزيا بدأ دراسته في مدرسة الملايو بلوبوق مربو، ودرس مع الشيخ وان محمد بن وان حسين بكوالا كنسر والشيخ حسين نصير بن محمد تائب المسعودي البنجاري في الكدة والشيخ محمد يوسف المسمى بتوك كنالي في الكلنتان. وفي سنة ١٩٢٤ م، رحل الشيخ المربوي إلى مصر ليكمل دراسته بجامعة الأزهر بالقاهرة. ومن أحد شيوخه الذي يشجع الشيخ إدريس المربوي لمحبته في مجال الحديث هو الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي حتى يدخر سنن الترمذي. وتوفي الشيخ المربوي رحمه الله تعالى في عام ١٤١٠ ه‍ ب ١٩٨٩ م بإيبوه ماليزيا ودفن في لوبوق مربو بكوالا كنسر

بحر الماذي

الاسم الكامل لبحر الماذي هو بحر الماذي شرح مختصر صحيح الترمذي (مختصر الترمذي وشروحه بلغة الجاوي الملايو المسمى ب بحر الماذي)،  وهو اثنان وعشرون مجلدا ويشرح ٢٧٨١ أحاديث سنن الترمذي. طبع هذا الكتاب طبعته الأولى بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة ١٣٥٢ ه‍ الموافق بالسنة ١٩٣٣ م بمصر، وأما طبعته الآخرة سنة ١٣٧٩ ه‍ الموافق بالسنة ١٩٦٠ م. طبيعة المربوي في كتابه الحكاية كالحديث عن النية

الطريقة في تأليف الكتاب

المجلد الأول يحتوي على التمهيد بحمد الله تعالى والصلاة على النبي وبواعث التأليف في شرح سنن الترمذي

وأما باعثته هي مهارة الترمذي في تأليف سننه وتخليطه بعلوم الفقه. وأعجب المربوي أن الترمذي يعود بحثه إلى أئمة المذاهب

في الفقرة التالية ذكر شيخا الذي يرغبه ويشجه في إقامة شرح سنن الترمذي وهو الشيخ محمد إبراهيم السمالوطي

ودأب الشيخ المربوي ليس فقط في الدراسة وإنما في إقامة شرح الحديث التدريجي أيضا كما ورد في الفقرة التالية

وذكر الشيخ المصادر التي رجعها في شرح الأحاديث ككتاب الأم للإمام الشافعي وشرح مسلم للنووي

منهجه

١. شرح الحديث بالقرآن

المثال: باب الطهارة

عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول.

ويقارن المربوي بآية (إذا قمتم إلى الصلاة). هل كل فرد يجب عليه الطهارة حتى لو كان طاهرا؟ ونقل المربوي قول النووي بأن لا يجب لكل فرد الطهارة وإنما لمن أحدث فقط

٢. شرح الحديث بالحديث وجمع الرواية

المثال: باب صلاة العيد قبل الخطبة

عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يصلون في العيدين قبل الخطبة ثم يخطبون

وذكر المربوي حديثا أدق منه في صحيح مسلم

٣. تخريج الحديث

إيجاد الحديث من المصدر الأصلي رواية، سندها وحكمها. كتخريج الحديث في باب ما جاء في حكم قطع الطريق. وذكر المربوي أن رواية الترمذي موجود في صحيح البخاري

٤. ذكر أسباب ورود الحديث

هذا القسم يفيد الشرح والعلة المتضمن في الحديث. كورود “أو امرأة ينكحها”، ذكر المربوي في كتابه من رواية سيدنا أنس بن مالك أن العلة هي وجود الطبقة المعروفة حينئذ

٥. نقل مقارنة المذاهب

طبيعة الحديث للمربوي ميل إلى فن الفقه،  والاختلاف في الحكم ومعنى الحديث كثير خاصة في العبادات والمعاملات والمناكحات. بيد أنه شافعي ويراجع شرحه إلى الأم،  لا يفوت نقل أقوال المذاهب

٦. تأوبل الأحاديث المتشبهات

المثال: حديث نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل

ذكر المربوي في كتابه أن الحديث يحتاج إلى التأويل في كلمة “نزل” أي الانتقال من مكان إلى مكان آخر وهذا محال لله، فصار رحمة

٧. موافقة الأحاديث المختلفة

مختلف الحديث صح بثلاثة طرق هي الجمع والترجيح والناسخ والمنسوخ على التتابع

المثال: الحديث عن حكم إسلام الزاني

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايزني الزاني حين يزني

قال المربوي بإجماع العلماء: معنى “لا يزني الزاني حين يزني فهو مؤمن” لا يدل على الردة وإنما إشارة الفسق وخروج نور الإيمان من قلوبهم